نظرة عامة على انتخابات مقاطعة أونتاريو القادمة
ناخبون يصوتون للمرة الأولى
حنان نعناع
مستشارة إقليمية في البرلمان الكندي، وطالبة متخصصة في السياسة والحكم والسياسة العامة والقانون.
ترجمة عُلا برقاوي
توضيح: لا يروج هذا المقال لأية أجندة أو أيديولوجيا أو حزب سياسي. بل يهدف إلى تقديم إرشادات لفهم انتخابات المقاطعات وجعل عملية قرار التصويت أسهل.
في الـثاني من حزيران المقبل، سوف تشهد مقاطعة أونتاريو انتخابات جديدة في ظل جائحة كورونا العالمية. وبينما تستمر حالات الإصابة بمتحوِّر أوميكرون بالازدياد في المقاطعة، عادت أونتاريو إلى المرحلة الثانية من الإغلاق لمواجهة الارتفاع في حالات الإصابة، ومن المقرر أن يستمر هذا الوضع حتى 26 من شهر كانون الثاني الجاري. إلا أنه ثمة العديد من المخاوف تتعلق بإمكانية إجراء الانتخابات في ظل هذه الظروف.
بينما نستعد للإدلاء بأصواتنا في حزيران، يثير كثير من سكان أونتاريو مسائل هامة ويطالبون بتقديم دعم فوري لعدة قضايا مثل الإسكان وتغير المناخ وأزمة الصحة النفسية والانتعاش الاقتصادي وحقوق السكان الأصليين والعنف المنزلي والإنصاف في توزيع لقاحات كوفيد-19، إضافة إلى المتحورات الجديدة للفيروس التي تتسبب في بث الخوف بين الناس.
بعد أشهر قليلة، سوف يدلي الناخبون في المقاطعة بأصواتهم في أول انتخابات إقليمية تُنظَّم خلال الجائحة، لكن ما هو شعور الناخبين لأول مرة في أونتاريو؟
انتخابات المقاطعات والانتخابات الفيدرالية
يتولى السياسيون بعد انتخابات المقاطعات والانتخابات الفيدرالية في كندا مناصب في مستويات حكومية مختلفة. وفي الحالتين، سيدلي الناخبون بأصواتهم لصالح مرشح قد يمثل أو لا يمثل حزباً سياسياً، للدائرة الانتخابية. سيغدو المرشح الفائز عضواً في البرلمان (في الحالة الفيدرالية)، وعضواً في البرلمان الإقليمي (في الهيئة التشريعية لمقاطعة أونتاريو).
رئيس مجلس الوزراء وأعضاء البرلمان الإقليمي
يوجد 124 دائرة إنتخابية في أونتاريو. ويتم إجراء انتخابات فرعية عندما يصبح أحد المقاعد شاغراً في الهيئة التشريعية، بسبب استقالة أحد الأعضاء أو وفاته قبل إجراء انتخابات عامة.
خلال انتخابات المقاطعات، يصوت الناخبون في أونتاريو للمرشح المحلي ليصبح عضواً في البرلمان الإقليمي. يوجد في المقاطعة 124 عضواً يتم انتخابهم لعرض مخاوف الناخبين بشأن مسؤوليات المقاطعة في الهيئة التشريعية، ومراقبة سياسات الحكومة. وقد يكلف قادةُ الأحزابِ الأعضاءَ في الهيئة التشريعية بأدوار مختلفة.
قد يتم تعيينهم من قبل زعيم الحزب، الذي يشغل منصب رئيس حكومة المقاطعة. يكلفهم بمهام في مجلس الوزراء، أو كمساعدين برلمانيين، أو رؤساء لجان، أو ناقدين. ويطورون السياسات معاً ويعملون على تحديد أولويات الحكومة.
تجري الانتخابات العامة مرة كل أربع سنوات. ومع ذلك، يمكن لرئيس الوزراء أن ينصح نائب الحاكم بالدعوة لإجراء انتخابات قبل موعدها المحدد. تجري الانتخابات الفرعية في دائرة انتخابية واحدة. ويمكن إجراء انتخابات فرعية متعددة في الوقت ذاته إذا كان هنالك أكثر من مقعد شاغر في الهيئة.
تعرض هذه القائمة أسماء أعضاء البرلمان الإقليمي بجوار الدائرة الانتخابية التي يمثلونها. إذا لم تكن تعرف اسم العضو أو الدائرة الانتخابية، يمكنك استخدام أداة البحث في صفحة الأعضاء.
التصويت للمرة الأولى
خالد عبد الواحد هو لاجئ سوري سابق أصبح مؤخراً مواطناً كندياً. يعتقد خالد أن التصويت هو حق أساسي يجعله هو وغيره جزءاً من العملية الديمقراطية. وأن الانتخابات تمنح الناخبين الشبان/ات القدرة على اختيار ممثلهم المناسب، والعمل على القضايا المحلية. إذ لا يمكن لأصوات الناخبين أن تكون مؤثرة فحسب، بل حاسمة أيضاً.
يقول عبد الواحد: ”أنا متحمس جداً للإدلاء بصوتي في انتخابات المقاطعات. في سوريا، لم تتح لي مطلقاً الفرصة للتصويت الديمقراطي، لذلك أرى أن خوض هذه التجربة ككندي يسعى إلى إيصال صوت الشباب هو أمر فريد أختبره للمرة الأولى في حياتي“..
تحدث عبد الواحد عن مخاوفه بشأن نظام التعليم في أونتاريو. وهو كطالب، يرى أن الحكومة التالية يجب أن تزيد من الاستثمار في التعليم من خلال تخفيف قروض الدراسة وتقديم دعم أكبر للكنديين الجدد. ويرى أن القادمين الجدد يواجهون في الغالب تحديات كبيرة لدى التقدم للدراسة في التعليم ما بعد الثانوي. مشكلة الإسكان هي أيضاً مصدر قلق كبير لعبد الواحد وعائلته. إلى جانب التحديات المختلفة التي تواجه سكان المقاطعة في ظل جائحة كوفيد-19. لدى الإدلاء بصوته سيبحث عبد الواحد عن مرشح يعطي الأولوية لتقديم الدعم المالي للشركات الصغيرة، ولخطة تعافٍ أفضل.
تقول ربى بلال، وهي مديرة تسويق، أم، ولاجئة سورية سابقة: ”كمواطنة كندية جديدة، أشعر بالحماسة لأنني سأدلي بصوتي في الانتخابات للمرة الأولى في حياتي. التصويت بمثابة حلم لنا، نحن من فقدنا أوطاننا وأناساً عزيزين علينا لمجرد أننا طالبنا بالحصول على حقنا في المشاركة بعملية ديمقراطية في بلادنا.. أعتقد أن الإدلاء بأصواتنا في الانتخابات القادمة سوف يلعب دوراً هاماً في شؤوننا الشخصية وحياتنا الاجتماعية“.
ستدلي بلال بصوتها للمرشح الذي يولي اهتماماً بمستقبل الشباب، وبنظامَي التعليم والرعاية الصحية. من خلال تجربتها كأم لشابين ترى أنه يجب توفير حياة سهلة للشباب وتقديم المزيد من الدعم المتاح لهم، لأنهم يكافحون من أجل التوفيق بين العمل والدراسة. وأن إشراكهم في الحياة السياسية ضروري من أجل خفض القروض، وتحسين نظام التعليم، وإتاحة المزيد من الموارد الضرورية في ملء هذه الفجوات.
تتحدث ربى بلال عن ظاهرة عدم اهتمام الكثير ممن أصبحوا كنديين جدد بالإدلاء بأصواتهم في الانتخابات. وتقول إن ”كثيرين جاؤوا من دول ديكتاتورية كانت تمنعهم من ممارسة حقوقهم الأساسية. البعض منا يخشى التعبير عن آرائه، وقد لا يعرف معنى الديمقراطية أو مدى أهمية المشاركة في العملية السياسية. لا يكفي أن ننتقد الحكومة فقط، بل إن المشاركة في والانخراط في العملية السياسية يحمل تأثيراً هاماً على حياتنا. سوف يكون إصلاح هذه المشكلة ممكناً عندما يعي القادمون الجدد لدورهم الهام في المشاركة المدنية. ليس فقط من خلال التصويت، يمكننا أيضاً مشاركة آرائنا وحضور الأحداث السياسية والمساعدة في الحملات المدنية من أجل أن نكون مواطنين فاعلين، وبالتالي جزءاً من العملية الديمقراطية في كندا“.
موسى طلوزي أيضاً جاء إلى كندا في العام 2016. لاجئ سابق ويعمل الآن في هندسة البرمجيات. أخبرني أن تأثيرات جائحة كوفيد-19 تمثل تحدياً للناخبين للمرة الأولى على مستويين اثنين. يتمثل المستوى الأول بعوائق الوصول إلى المعلومات، الذي يجعل من عملية التصويت بالنسبة للأشخاص الذين ليسوا على دراية كاملة بها تحدياً شائكاً. أما المستوى الثاني فيتعلق بعدم دراية القادمين الجدد بعمل الأحزاب والمرشحين، الأمر الذي قد يثنيهم عن الإدلاء بأصواتهم.
ويضيف: ”في الحقيقة أنا أمارس حقي بالتصويت للمرة الأولى في حياتي. أشعر بالحماسة لمجرد التفكير بأن لي رأياً في اختيار من سيرأس حكومة المقاطعة ويتخذ القرارات التي تؤثر على حياتنا اليومية. تصبح الديمقراطية فاعلة عندما يمارس الناس حقوقهم وينتخبون مرشحيهم. عندما يتعلق الأمر بالسياسة، فإن كلاً منا لديه ما يطالب به. ولهذا السبب، يجب أن نتأكد أن الساسة يفعلون ما يرى معظمنا أنه مفيد“.
أسس موسى لنفسه حياة في أونتاريو وأصبح مؤخراً كندياً جديداً. أكثر ما يهتم به هو السياسات الاقتصادية، ويرى بأن المقاطعة بحاجة لتحفيز الابتكارات فيها، وجذب الاستثمارات إليها. أما أكبر مخاوفه فتتعلق بـ“أزمة الإسكان التي تتزايد وتخرج عن السيطرة، إلى جانب جائحة كوفيد-19، سكان أونتاريو والشركات الصغيرة بحاجة إلى دعم لمساعدتهم على التعافي من تأثيرات الجائحة. يجب علينا الاستثمار في موارد الصحة النفسية، والإبقاء على مكانة المقاطعة في ترحيبها باللاجئين والقادمين الجدد“، بحسب موسى.
من يمكنه التصويت؟
السكان المقيمون في أونتاريو الذين يبلغون من العمر 18 عاماً أو أكبر ويحملون الجنسية الكندية سيكونون مؤهلين للتصويت في انتخابات المقاطعة مطلع حزيران المقبل. ويتعين عليهم بأن يكونوا على قائمة التصويت. وبين الانتخابات، يمكن للأفراد إضافة أسمائهم إلى قائمة الناخبين مع التسجيل.
متى وكيف يتم التصويت؟
يمكن للناخبين التصويت إما في يوم الانتخابات، أو من خلال الاقتراع المبكر، أو عن طريق البريد. يتعين على الناخبين إبراز إثبات مكان الإقامة وبطاقة هوية سارية المفعول.
بمجرد الدعوة للانتخابات في الدائرة الانتخابية، سوف يكون بمقدور الناخبين العثور على معلومات التصويت الخاصة بهم من خلال استخدام خدمة معلومات الناخب، بما في ذلك متى وأين يستطيعون الإدلاء بأصواتهم. هذه المعلومات سوف تكون موجودة أيضاً في بطاقة معلومات الناخب، والتي سيتلقاها بالبريد إن تم تسجيله للتصويت. تغلق صناديق الاقتراع عادةً في الساعة التاسعة مساء.
هناك حدثان قادمان يستحقان النظر فيهما من أجل فهم أعمق للأحزاب السياسية المتنافسة في انتخابات المقاطعة. يستضيف منتدى الديمقراطية في جامعة رايرسون حدثاً افتراضياً يشارك فيه زعماء الحزب الليبرالي والحزب الوطني الديمقراطي وحزب الخضر في الساعة الـ4 مساء من يوم الـ25 من كانون الثاني الجاري. وفي شباط سيقدم برنامج التبادل في رايرسون دورات تدريبية للمنظمات المجتمعية والمجموعات الطلابية لدعم مشاركة الناخبين غير الحزبيين. هذه طريقة جيدة للتعرف بشكل أكبر على انتخابات المقاطعة في كندا، دون الاضطرار إلى الالتزام بأي نهج سياسي.