شهر تاريخ السُّوْد في كندا خلف العناوين العريضة

فرصة لسماع النشطاء السود والتعلّم من تجاربهم


كنانة عيسى، كاتبة سيناريو ومسرح ومقال بالإضافة لكونها صحفية. مُدافِعة عن أهمية الوعي بمسائل الصحة النفسية وتشارك بالعمل في العديد من المبادرات المجتمعية. كما أنها زميلة فخرية  لبرنامج الكتابة الدولي بجامعة آيوا.  

ترجمة عُلا برقاوي

في العام 1946  تعرضت فايولا ديزموند للإصابة حين اعتُقلت بعد رفضها مغادرة القسم المخصص للبيض في إحدى دور السينما بمقاطعة نوفا سكوشا الكندية. أُدينت بالتهرب الضريبي على الرغم من أنها عرضت دفع فرق سعر التذكرة التي تخوِّلها الجلوس في المقعد الذي اختارته. قضت ليلتها في السجن، ثم أوكلت محامياً لاستئناف القرار. على الرغم من رفض المحكمة العليا في نوفا سكوشا الاستئناف، لكن قضية ديزموند أدت في نهاية المطاف لإلغاء قوانين الفصل العنصري في المقاطعة بحلول العام ألف وتسعمائة وأربعة وخمسين.

فايولا ديزموند

في كانون الأول من العام خمسة وتسعين، قَدَّمت جين أوغوستين، وهي أول امرأة كندية من أصل أفريقي تُنتخب في البرلمان، أمام مجلس العموم الكندي اقتراحاً  لتخصيص شهر شباط من كل عام للاحتفاء بتاريخ السُّود. وفي 4 آذار 2008 وافق مجلس الشيوخ الكندي على اقتراح قدمه النائب دونالد أوليفر، وهو أول رجل أسود يتم تعيينه في المجلس، للاعتراف بمساهمات وإنجازات الكنديين السُّود، وإعلان شهر شباط رسمياً شهر تاريخ السُّود في كندا.

بعد 45 عاماً من وفاتها في الولايات المتحدة، قَدَّمت الحكومة الكندية اعتذاراً وعفواً حكومياً لفايولا ديزموند سنة 2010.  بعد ثماني سنوات من ذلك، طبع بنك كندا صورتها على الورقة النقدية الكندية بقيمة 10 دولارات.

خلال خمسينيات القرن الماضي، وفي الولايات المتحدة الأمريكية، رفضت روزا باركس التخلي عن مقعد مخصص للبيض كانت تجلس عليه في إحدى الحافلات بولاية ألاباما الأمريكية. هؤلاء الأبطال، مع أبطالٍ آخرين كمارتن لوثر كينغ الابن وهارييت توبمان وكثيرين غيرهم، لم يضيفوا فقط لتاريخ تحرُّر أمريكا الشمالية فقط، بل كان لهم دور هام في تطوُّر الوعي البشري بالعموم أيضاً. 

على الرغم من أن الأبطال السُّوْد يستمرون في إلهامنا بنضالهم، لكن لا يجب أن تقع مسؤولية محاربة العنصرية على كواهلهم فقط. بل هي مسؤولية يجب على العنصريين والكارهين تحملها، كما عليهم أن يتعلموا التوقف عن إسقاط العتمة في داخلهم على آخرين بسبب لون بشرتهم.

تهدف منصة حِنَّا إلى تشكيل معرفة أعمق حول كندا ومجتمع الناطقين باللغة العربية فيها. أسس المنصة مجموعة من اللاجئين والقادمين الجدد في كندا، والذين لا يزالون يحاولون فَهْم تشابك الهويات المُعقَّد في بلادهم الجديدة. شهر تاريخ السُّوْد هو فرصة لنا جميعاً للتوقف والاستماع والتفكير وزيادة وعي كلٍّ منا بالآخر. من الضروري أن نفهم التواريخ القديمة والمُعَاصِرة للكنديين الملوَّنين، أو أصحاب البشرة المختلفة لوناً عن الأوروبي الكندي، المُعتَرَفِ بها رسمياً أو المَخفيِّة. 

هذا الفَهْم ضروري إن كنا نحاول إيجاد شكلٍ من أشكال الانتماء أو الترابط المجتمعي مع باقي المكوِّنات الكندية. أمامنا رحلة طويلة لفهم الهويات المختلفة عرقياً عن الأبيض الأوروبي على الخريطة الثقافية والسياسية في أمريكا الشمالية. مع الأخذ بعين الاعتبار أن التمييز العرقي، والخطاب المناهض للهجرة، والممارسات التمييزية هي أمور حاضرة في واقعنا اليوم، هذا على الرغم من التطورات التي حدثت خلال العقود الأخيرة في أمريكا الشمالية. 

تواصلنا مع عدد من أصدقائنا السود لمشاركة قصصهم وتجاربهم مع قرَّاء حِنَّا. سوف ننشر مقالات ومقابلات لفنانين ونشطاء كنديين سود. سيكتب لنا ماثيو مولون، وهو كاتب وباحث وناشط وفنان موسيقي، عن رؤيته لمفهوم الحقائق التاريخية من منظور عرقي. كما سننشر مقابلتين مع فنانين وناشطين للتعرُّف عليهم وعلى قصصهم وتجاربهم. ستكون مُقابلتنا الأولى مع بويس ديوهرست، وهو إعلامي ومنتج تلفزيوني تعاون مع جهات إعلامية ومهرجانات ومنظمات لصنع الأفلام في بريطانيا وكندا، كما يعمل مع الشباب واليافعين المختلفين عرقياً في كندا. ستنضم إلينا في لقاء منفصل إبتي ناباغ، وهي فنانة بصرية ومدرِّبة تصوير فوتوغرافي، تتعاون مع مراكز إجتماعية وصالات عرض  لتطوير برامج فنية  توفر فرصاً للتعبير الذاتي وتعمل على تطوير الهوية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى